أسئلة البدايات
ما النصوص الأولى التي ورطتك في الكتابة؟
-أذكر عندما كنت في مرحلة الدراسة المتوسطة (بعمر 14 سنة) كتبتُ قصيدة أحتفظ بها لحد الآن، ثم توالت القصائد والخواطر، وبعد سنتين فكرت بكتابة رواية سوّدتُ بفكرتها أوراقاً أصبحت جزءاً من ذكرياتي.. وعلى الرغم من عدم نضج تلك الكتابات لكني أنظر إليها بين الحين والآخر بدهشة من يفتح خزائنه.
* متى أصابتك لعنة الكتابة الأولى؟
- إذا كانت الكتابة لعنة! فأعتقد أنها أصابتني قبل أن أتعلم كيف امسك بالقلم.. والتصقت بي في الطفولة والمراهقة والشباب، ولن استطيع الخلاص منها، وسترافق روحي بعد الموت!.. يا لهذه اللعنة التي تعذب أرواحنا، ونتلذذ بعذاباتنا.. إنها تحولنا إلى(اشباه آلهة) نخلق ما نشاء، ونفني ما نريد لكن في عالم الورق وحسب!
* هل تذكر فاتحة نصوصك القصصية؟
- فاتحة النصوص القصصية تشبه فرحتنا بطفلنا البكر، ولها طعم الرصاصة والخطيئة التي لا يمكن نسيانها.. وأقول لك: حتى لو رزق زوجين بأطفال عدة فسيذكرون دائماً وبحسرة طفلهم البكر الذي فقدوه.
* ما المرجعيات الأولى التي شكلت ذخيرتك القصصية؟
- حكايات أبي وجدتي كانت القطرات الأولى في وعاء الذاكرة الخالي.. وما أن انفتحت قدرتي على القراءة حتى بدأتُ التهم ما تحويه الكتب بين صفحاتها بشراهة جائع لا يشبع.. قرأتُ في مرحلة مبكرة كتابات جبران خليل جبران الذي قادني إلى نيتشه في مرحلة أنضج.. ثم دويستوفسكي، وبعدها دخلتُ عالم ماركيز الأسطوري المدهش.. فوكنر،غراهام غرين ،نجيب محفوظ ،همنغواي، شتاينبك،وجورج أمادو والكثير من الكتاب الكبار – لا مجال لذكرهم الآن- أضف إلى ذلك تجارب الحياة القاسية والمآسي والحروب والحصار والدمار الذي لحق بالوطن، كل ذلك شكل مرجعية وذخيرة قصصية تفيض بها أروقة الذاكرة.
* كيف تقبض على الجملة الأولى متلبسة؟
- طالما طاردتُ (الجملة الأولى) كما يطارد الصياد فريسته أياماً وليالي، وحين تصبح المسافة قريبة أنقض عليها.. وكم من مرة عدتُ خالي اليدين وقد أنهكني التعب والعطش و فرّت مني هذه الجملة الطريدة.. كثيراً ما أدون (فكرة) كهامش أو عنوان رئيسي ثم أعود إليها بعد فترة لأراها مختمرة لا ينقصها إلا لمسات وتصبح شراباً لذيذاً. ولكن يحدث أحياناً أن تفرض (الجملة الأولى) نفسها وتقبض(هي) عليّ وتسحبني مكبلاً إلى ما بين السطور.
* من القارئ الأول لقصصك، وما درجة ثقتك فيه؟
- أصدقائي هم قرائي الأوائل.. وعلى وجوههم أقرأ نجاحي وفشلي، في إحدى المرات انتبهتُ لصديقي يمسح دمعة من عينه وهو يقرأ قصة أعطيتها له.. وأحياناً ينفجر أحدهم ضاحكاً بعد أن ينهي قراءة قصة جديدة كتبتها...
أقرأ لهم ويقرؤون لي باستمرار وثقتي بهم كبيرة، فنحن نشكل مشغلاً وننحت في الصخر، نصنع تماثيل ولوحات.. وكم مرة تكسرت الحجارة بين أيدينا قبل أن نفرغ من نحتها.. فنعيد الكرّة، متشبثين بالمطرقة و الأزميل .
* ما هو الصدى الذي تركته مجموعتك القصصية الأولى؟
-كيف يكون هناك صدى؟ إذا لم يكن هنالك صوت أصلاًّ! قد تستغرب إن قلتُ لك انه لم تصدر لي لحد الآن مجموعة قصصية! لدي ثلاث مجاميع قصصية جاهزة للطبع ومنضدة تنتظر رحمة النشر ككتب، نشرت معظمها في الصحف والمجلات العراقية والعربية، وقد فازت(ثلاث من قصصي القصيرة جداً)في برنامج قصص على الهواء الذي تذيعه الـ BBC وبالتعاون مع مجلة العربي الكويتية.. كما تناول بعض النقاد العراقيين والعرب أعمالي المنشورة هنا وهناك باهتمام.. وها أنا اشرع في كتابة مخطوطتي الرابعة آملاً أن ترى هذه المجاميع النور من خلال إحدى دور النشر أو المؤسسات الثقافية العراقية أو العربية.
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
أخوكم ZORO حبيب المنتدى
تحياتي للكل
تحياتي للكل