الألياف الضوئية.. خيار الأردن الاستراتيجي لرفع نسبة انتشار الانترنت

عمان - محمد حوامدة - تمثل الألياف الضوئية خيار الأردن في المرحلة المقبلة، لتحقيق هدف الاستراتيجية الوطنية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رفع نسبة انتشار الانترنت إلى 50% بحلول عام 2012.
فمع توقيع اتفاقية تأجير ماسورة ضمن برنامج شبكة الألياف الضوئية الوطني (مشروع عمان -العقبة ) بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة الحداثة للاتصالات والتكنولوجيا اليوم الاثنين، ستكون شركتان قد استثمرتا في ثلث الاستثمار المتاح في الشبكة، بعد أن وقعت الوزارة اتفاقية أخرى مشابهة مع شركة فيتل الأردن، لاستئجار ماسورة، ضمن الشبكة، لتبقى هناك 4 فرص متاحة في مشروع عمان - العقبة، قد تستفيد منها 4 شركات أخرى.
ومع وجود كيبل عمان - العقبة، يتوقع أن يتيح استثمار فيتل هولدينغز وذراعها في الأردن فيتل جوردان اللتين ستوقعان اتفاقية أخرى بشأنه بعد غد الأربعاء، مع شركة ريلاينس، منفذا للأردن مع الشبكة العنكبوتية العالمية، لا سيما وأن الاتفاقية تتضمن تمديد كيبل بحري يربط المملكة مع العالم، يضاف إلى كيبل فلاج الموجود أصلا كممر لحركة الاتصالات والبيانات للأردن مع العالم، وإلى منفذين يربطان المملكة مع شبكة الانترنت، تستخدمهما مجموعة الاتصالات الأردنية، أحدهما يمتد جنوبا والآخر غربا.
وبحسب تصريحات صحفية سابقة لوزير الاتصالات وتكنولوجي المعلومات المهندس باسم الروسان فإن تأجير مسارات للشركات المحلية العاملة في القطاع من خلال شبكة الالياف الوطنية، يهدف لتوفير بنية تحتية للشركات من اجل استخدامها لغايات الاتصالات وتوفير سعات اضافية لشبكة الانترنت وزيادة انتشاره مما ينعكس في تخفيض تكلفة الوصول الى شبكة الانترنت .
وبحسب الاستراتيجية الوطنية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يتطلع الأردن إلى زيادة انتشار الإنترنت بين المستخدمين في المملكة من مستواه الحالي الذي يقدر ب 20 إلى 50% وزيادة عدد العاملين في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من حوالى 16 ألف إلى 35 ألف، إضافة إلى العمل على رفع إيرادات القطاع بمعدل ثلاثة أضعاف لتصل إلى 3 مليارات دولار في غضون خمس سنوات، ولا تمثل عودة الحكومة إلى القطاع .
وبين الوزير أن اتفاقيات تأجير مواسير الألياف الضوئية من شأنها زيادة التنافسية في قطاع الاتصالات، ويرفع درجة التوقعات بانخفاض الأسعار، ويجعل الأردن مركزا للاتصالات في المنطقة، لا سيما وأن الشبكة ستمتد شرق وغرب المملكة إلى البحر الأبيض المتوسط، وعبر أكثر من كيبل.
ومشروع شبكة الألياف الضوئية الوطني يتضمن جزئين رئيسيين الأول شبكة التعليم الجامعي وهي ذات سرعة عالية تهدف لربط الجامعات الحكومية، والجزء الثاني شبكة المدارس تهدف لربط ما يزيد عن 3 آلاف مدرسة إضافة إلى الكليات الجامعية ومحطات المعرفة والمؤسسات الحكومية.
وتعكف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تمديد شبكة ألياف الضوئية بناء على اتفاقية مع سلاح الجو الملكي الأردني من عمّان إلى العقبة، بنسبة إنجاز ما بين 60-70%، تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية منها، فيما يتم العمل الآن ضمن المرحلة الثالثة، في الوقت الذي جرى فيه طرح عطاء المرحلة الرابعة، على أن يتم الانتهاء من مد الشبكة ما بين عمّان والعقبة بحلول الربع الأول من العام المقبل.
وقبل ذلك كانت مجموعة الاتصالات الأردنية أعلنت عن توفير سعات جديدة في شبكتها اعتمادا على تقنية DWDM التي تتيح الاستغلال الأمثل لشبكة الألياف الضوئية.
ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه السعات الإضافية يتمثل بالمساهمة في زيادة انتشار خدمة الانترنت في المملكة، وذلك عبر توفير البنية التحتية اللازمة لبناء الشبكة المتكاملة وشبكات الجيل الجديد، القادرة على توفير الخدمات بمختلف أنواعها وسرعاتها، مع توفير السعات اللازمة في شبكة المجموعة لتحقيق الربط الدولي المطلوب مع شبكة الانترنت من خلال عدة مخارج لتلبية متطلبات السوق الأردني الحالية والمستقبلية، والتجهيز والإعداد لإطلاق خدمات جديدة مثل نقل الصورة عبر بروتوكول الانترنت، وطرح سعات عالية جديدة لخدمة الانترنت، وتلبية احتياجات المشغلين المرخصين من السعات اللازمة لربط مواقعهم المختلفة من خلال شبكة المجموعة. وتمتلك مجموعة الاتصالات الأردنية، شبكة ألياف ضوئية بطول 4 آلاف كيلومتر، تربط جميع قرى ومدن المملكة، توفر سعة كلية مع النظام الجديد من خلال زوج واحد من الألياف الضوئية تصل إلى 320 جيجابت في الثانية، من خلال 32 طول موجي، كل منها قادر على حمل 10 جيجابت في الثانية، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه حركة الانترنت في السوق الأردني حاليا 4 جيجابت في الثانية.
وقعت شركة الحداثة للاستثمار أمس اتفاقية مع شركة الكهرباء الوطنية لتقديم خدمات وصلات تراسل المعطيات والإنترنت عبر الألياف الضوئية في شبكة الكهرباء، بأسعار منخفضة جدا.
ومن المتوقع أن تفضي هذه الشراكة، الأولى من نوعها في العالم العربي، مسؤولي الشركتين، إلى تقديم خدمات الانترنت إلى السوق خلال 60 يوما، وبسرعات عالية، بأسعار أقل بكثير مما هو موجود حاليا، مع توفير مسارات إنترنت بديلة للأردن مع العالم، تنتقل بعدها الحداثة في مرحلة لاحقة لتزويد الانترنت إلى المنازل، وسط توقعات برفع نسبة انتشار الشبكة العنكوبتية إلى 60% في السنوات القليلة المقبلة.
شركة الحداثة دخلت أيضا على الاستثمار في الألياف الضوئية ، من خلال اتفاقية جرى توقيعها مع شركة الكهرباء الوطنية، ل تأجير زوجين من الألياف المعتمة في شبكة الكهرباء الوطنية، المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، والمرتبطة مع دول الجوار، لمدة 15 عاما، تقوم خلالها الحداثة بتزويد خدمات وصلات تراسل المعطيات والإنترنت عبر شبكة عمادها الألياف الضوئية، تمثل طريقا بديلا آخرا لربط المملكة مع العالم، وترفع من جاهزية الأردن بوجود بنية تحتية قادرة على استيعاب الجيل الجديد من الاتصالات الرقمية ذات السعات العالية.